<
الرئيسية » اهم الأخبار » الريدي متحدثاً لقاء في برج العرب

الريدي متحدثاً لقاء في برج العرب

حديث المكتبة الثالث بقلم

لقاء في برج العرب
في يوم من أيام صيف 1992 توجهت ومعي زوجتي فريدة من بيتنا في قرية الدبلوماسيين بالساحل الشمالي إلى برج العرب للقاء الرئيس مبارك وحرمه حسبما كان قد طلب مني قبيل مغادرتنا واشنطن قبيل انتهاء خدمتي الدبلوماسية.
قضينا مع الرئيس وحرمه حوالي ساعتين في جو بعيد عن الرسميات في كابينة الرئيس ذات الأسلوب البسيط والجميل في نفس الوقت، دار الحديث أساسا عن أمريكا وإلغاء الديون العسكرية وقضايا المنطقة وكان الرئيس مبارك متفائلا ويشعر أنه سيمكن التوصل إلى اتفاق مع رابين لحل المشكلة الفلسطينية… وفي ختام اللقاء سألني الرئيس عما أعتزم أن أفعله فأجبته بأنني أفكر في المحاماة وأعتزم أن أقضي أغلب الوقت أقرأ وأسمع الموسيقى، فنظر إلى وابتسم ودعا لنا بالتوفيق.
بعد هذا اللقاء ربما بسبعة أو ثمانية شهور اتصلت بي السيدة سوزان مبارك وأخبرتني عن مشروع المكتبة التي ستتولى اقامتها مؤسسة ألمانية كبيرة وأن جمعية الرعاية المتكاملة التي ترأسها ستكون طرفا في هذا المشروع بالإضافة لوزارة الثقافة.
ذهبت للقاء الأستاذ سمير غريب مدير صندوق التنمية الثقافية وممثل وزارة الثقافة في المشروع والسيدة فينداو ومعها الأستاذ أحمد هلال المصري الألماني خبير المكتبات العامة وعلمت أن العمل قد بدأ بالفعل في المبنى الذي خصصه الرئيس لإقامة المكتبة وأنه طبقا للاتفاق ستقوم مؤسسة برتلسمان بتطوير المبنى وتأسيسه ودفع مرتبات العاملين لمدة ثلاثة أعوام بعدها تتولى مصر هذه المسئولية.
اقترحت تشكيل لجنة تمثل الأطراف الثلاثة وتتابع مراحل الإنشاء والتجهيز واختيار العاملين واقترحوا أن أتولى رئاسة اللجنة وهو ما كان.
أصبح اختيار مدير المكتبة هو أهم الخطوات فكان مون يأتي بطائرته الخاصة ويحضر المقابلات مع المرشحين لمنصب المدير وتعرفت على الرجل الذي أصبح يحلم بإقامة مكتبة عامة في مصر وأتابع بإعجاب إدارته المقابلات مع المرشحين مستخدما خبرته العلمية الطويلة والناجحة لإقامة مكتبة عامة تكون منارة على النيل في مصر، وهو ما كان، وافتتحت المكتبة في احتفال بهيج في 21 مارس 1995وأصبحت رئيسا لمجلس إدارتها ويأتي مارس 2020 لنحتفي بعيدها الخامس والعشرين.
وللحديث بقية…
السفير عبد الرءوف الريدي
رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة
٢٠٢٠/٤/٤