<

في أولي أيام العيد كل عام وانتم بخير نتحدث معكم عن إحدي مكتبات مصر العامة في أجمل محافظات مصر كيف كان نشأتها
حيث انها مكتبة لها view رائع علي نهر النيل الخالد وتضم نسخة الكتاب الأصليه من كتاب وصف مصر نحدثكم بقلم رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة سيادة السفير الريدي يكتب عن

مكتبة المنصورة
في الجزء السابق من حديث المكتبة تحدثت عن مكتبة بورسعيد واتحدث الآن عن مكتبة المنصورة، وفي الجزء القادم إن ش اء الله سوف اتحدث عن مكتبة دمياط وذلك حسب الترتيب الزمني لافتتاح المكتبات انطلاقا من إجتماع المحافظين يوم ٢١ يونيو عام ٢٠٠٠ (مكتبة بورسعيد ٢٠٠٥/٣/٢٢، مكتبة المنصورة ٢٠٠٥/٦/٢٦، مكتبة دمياط ٢٠٠٥/٨/٤).

جاء افتتاح مكتبة المنصورة يوم ٢٦ يونيو ٢٠٠٥ وكالعادة حضرت السيدة سوزان مبارك وكان المحافظ هو الدكتور أحمد سعيد صوان وجاء إنشاؤها حسب المواصفات التي قدمتها المكتبة الرئيسية؛ في أربعة أدوار فوق الدور الأرضي على مساحة ٦٠٠ متر مربع ضمن قطعة أرض مطلة على نيل المنصورة تبلغ ٤٠٠٠ متر مربع تضم قاعات للاطفال والكبار من بينها قاعة بها نسخة أصلية من كتاب وصف مصر العظيم الذي حرره ٤٠٠ عالم من بينهم ١٦٧ صاحبوا الحملة الفرنسية (١٧٩٨-١٨٠١) وانتشروا في جنوب مصر وشمالها وسجلوا آثار البلد العريق وكنوزها.
ورغم أن الحملة كانت كارثة عسكرية وسياسية لفرنسا وانتهت بالفشل الذريع وتدمير الأسطول في معركة ابو قير بالبحر المتوسط، الا أن ما سجله العلماء والمهندسون والفلكيون وغيرهم مثل إنجازا علميا هائلا خاصة مع عثور ضابط فرنسي كان يتجول في قلعة رشيد على هذا الحجر الذي الذي أصبح فيما بعد يعرف بحجر رشيد مفتاح اللغة الهيروغليفية؛ (موجود حاليا بالمتحف البريطاني في لندن) مما أسس لعلم المصريات Egyptology.
ظل العلماء يعملون لعشرين عاما بدءا من عام ١٨٠٢ فانتجوا عشرين مجلدا لكتاب وصف مصر ضم ١١ مجلد من الصور واللوحات والخرائط و٩ مجلدات من النصوص.
بعد افتتاح مكتبة المنصورة بحوالي عام صدر القرار الجمهوري لتنظيم مكتبات “مبارك” العامة ثم جاء المحافظ المثقف اللواء سمير سلام وقاد عملية تطوير كبيرة في المكتبة خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وخصص وزير الاتصالات آنذاك خبيرا من الوزارة هو الدكتور اكرام فتحي الذي قام بدور هام لتزويد مكتبة المنصورة بالبنية الاساسية لتكنولوجيا المعلومات وأجهزة الكمبيوتر وواصل د. اكرام هذا الدور في مكتبات مصر العامة الأخرى.
كان الاحتفال بالتطوير بمثابة افتتاح ثان للمكتبة ومنذ هذا الحين اخذت مكتبة المنصورة موقعها الهام في عاصمة الثقافة والعلوم في دلتا مصر خاصة بعد إنشاء جامعة المنصورة العتيدة وما حققته من انجاز كبير في مجال الدراسات الطبية بما جعل مركز الجامعة للكلى والمسالك البولية مركزا عالميا بريادة العالم الطبيب الرائع د. محمد غنيم.
أعادت مكتبة المنصورة العهد الذهبي لمكتبات البلدية التي انتشرت في الحقبة من الثلاثينات إلى الستينات وعندما نشأت المكتبة القديمة التي كانت تحمل اسم المكتبة الفاروقية، فإن نظام الاستعارة الخارجية كان معمولا به وأعادت مكتبة مصر العامة العمل بهذا النظام كجزء أساسي من فلسفتها وقصة نجاحها وقد درج على القراءة في مكتبة المنصورة الأديب الكبير الراحل أنيس منصور.
هذا وتحتل المنصورة موقعا فريدا في تاريخنا واكتسبت اسمها من النصر على ملك فرنسا لويس التاسع الذي جاء عام ١٢٤٨ على رأس أسطول كبير من ١٨٠٠ سفينة تحمل ٨٠ الف جندي وفارس بخيولهم ومصطحبا زوجته مارجريت دي بروفانس التي بقيت في دمياط بينما توجه هو مصحوبا باخوته الثلاث وعدد من البارونات والقواد إلى الجنوب بالقوات البرية قاصدا القاهرة إلا أنه تعثر في مياه الدلتا وترعها وقنواتها وانتهى الأمر بأن وقع اسيرا ومن معه حيث بقي بدار بن لقمان بالمنصورة إلى أن تم الصلح مع ممثلي الحاكم الأيوبي “توران شاه” مقابل فدية قدرها أربعمائة الف جنيه وجلاء الحملة عن دمياط وخرجت زوجته ومعها رضيعها “يوحنا” ابن الثلاثة ايام لتلحق بزوجها قبالة بوغاز دمياط بعزبة البرج. وكان يوم الجلاء من دمياط هو ٨ مايو ١٢٥٠ ميلادية بما جعل هذا التاريخ العيد القومي لدمياط.
وللناريخ بقية وللحديث بقية
السفير عبد الرءوف الريدي
رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة