<
الرئيسية » اهم الأخبار » الإنتشار في أرض الكنانة

الإنتشار في أرض الكنانة

الإنتشار في أرض الكنانة هكذا كان عنوان حديث المكتبة السابع

شيء ما في جينات هذه المكتبة يجعل كل إنجاز تحققه يقود إلى انجاز آخر. ما أن افتتحنا الفرع الأول بالزيتون بمحافظة القاهرة حتى بدأنا نفكر في الانتشار على أرض الكنانة كلها، فكانت هذه المنظومة المنتشرة في أربعة عشر محافظة.
كانت السيدة سوزان مبارك هي الداعم الأكبر في تحقيق هذه النقلة النوعية الكبيرة…أما مؤسسة برتلسمان فكأنها كانت قد اكتفت بدورها الهام في إنشاء المكتبة الرئيسية وزادت عليها دورها في إنشاء فرع الزيتون.
تبين أن علينا أن نبحث عن صيغة أخرى لإطلاق مشروع قومي لانتشار شبكة من المكتبات على أرض الكنانة. كان المهم أن نجد حلا لمشكلة التمويل، وهنا تذكرنا مكتبات البلدية التي انتشرت في عواصم المحافظات في النصف الأول من القرن الماضي حيث تتولى المحافظات نفسها إنشاء هذه المكتبات والإنفاق عليها، وهو بالمناسبة ما يجري في كافة أنحاء العالم حيث تقوم المحليات بهذا الدور وتتضمن ميزانياتها بنودا خاصة بالمكتبات العامة بها، ولكن في حالتنا سيظل على مكتبة مبارك العامة أن تتحمل العبء الفني خاصة لأننا نملك النموذج الذي أثبت نجاحه ونريد تعميمه في كافة ربوع مصر.
تحدثت مع السيدة سوزان مبارك التي كانت أصلا مقتنعة بالفكرة واتفقنا على أن نبدأ بعقد اجتماع في المكتبة يدعى له كل محافظي مصر وحددنا يوم ٢١ يونيو عام ٢٠٠٠ لهذا اللقاء الذي حضره الوزراء الثلاث المعنيون بإنجاح المبادرة؛ وزراء الثقافة والتنمية المحلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحضر الاجتماع جميع المحافظين باستثناء محافظ واحد كما دعونا عددا من رموز المجتمع المدني.
كان أمام كل من الحاضرين ملف يشرح المبادرة، وتضمن الملف الدراسات التي كنا قد أعددناها عن المواصفات المطلوبة والعناصر الأساسية في نموذج المكتبة الذي نريد تعميمه وتحدثت السيدة سوزان مبارك حديثا أوضحت فيه أهمية المكتبات العامة ثقافيا واجتماعيا وهو ما تبين من نموذج المكتبة الرئيسية ثم دعت المحافظين إلى العمل على إنشاء مكتبات عامة في محافظاتهم على غرار نموذج المكتبة الرئيسية ثم تحدثت بدوري وأوضحت أننا سنكون مع إنشاء كل مكتبة إقليمية خطوة بخطوة طوال مراحل المسيرة وستكون هناك بإذن الله شبكة تضم هذه المكتبات ويجرى التعاون والتفاعل بينها وبين المكتبة الرئيسية. أضفت أننا قد وقعنا اتفاقا مع وزير الاتصالات لتزويد المكتبة الإقليمية بكل ما يلزمها من أجهزة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات وخبرة فنية.. الخ واختتمت كلمتي بالقول…
“عبر التاريخ كان ازدهار المكتبات تعبيرا عن ازدهار المجتمع فكانت مكتبة الإسكندرية أم المكتبات هي منارة العالم منذ أكثر من ألفي عام، كما كانت مكتبات العالم الإسلامي سواء في القاهرة أو بغداد أو الأندلس مزدهرة عندما كانت هذه المدن تعيش أزهى عصور الحضارة العربية والإسلامية.
وفي مصر ارتبط أنشاء دار الكتب بالنهضة المصرية الحديثة وفي قاعاتها وبين خزاناتها عكف الكثيرون ممن ساهموا في إنشاء هذه النهضة…. وفيها تفتحت مداركهم كما انفتحت أمامهم آفاق جديدة في المعرفة من علوم وآداب وفنون وأن ذلك هو ما نريد أن نحققه اليوم في كافة ربوع مصر…”
ثم دار نقاش عام ورددنا على بعض الاستفسارات وخرجنا من هذا الاجتماع بروح من التفاؤل بأنه قد يكون فعلا نقطة الانطلاق في المشروع القومي الذي كنا نحلم به.
كان من حسن الحظ أن وفقنا الله إلى مدير جديد للمكتبة كان متحمسا للمشروع وهو الدكتور موريس أبو السعد الذي قام بدور هام في تنفيذه، واخترنا لمهمة المنسق بين المكتبة الرئيسية والمكتبات الإقليمية واحدا من أبناء الرعيل الأول لفريق العاملين بالمكتبة وهو الأستاذ رياض رضوان المدير الحالي للمكتبة.
وفي أقل من ثلاثة أعوام كانت هناك طائرة رئاسية تقل السيدة سوزان مبارك والوزير فاروق حسني وأنا وهبطنا إلى الواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد بالصحراء الغربية لافتتاح باكورة المكتبات الإقليمية… وتلك قصة أخرى
وللحديث بقية
السفير عبد الرءوف الريدي
رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة