<
الرئيسية » جديد المكتبة » مكتبة الاسماعيلية

مكتبة الاسماعيلية

حديث_المكتبة رقم (٢١) بعنوان “مكتبة الاسماعيلية” بقلم السفير عبد الرءوف الريدي رئيس مجلس إدارة المكتبة

أكتب اليوم عن مكتبة مصر العامة بالإسماعيلية التي افتتحت يوم 24 يونيو 2010… ويثير الحديث عن المكتبة في هذه المدينة التي شهدت من أحداث التاريخ الكثير والمثير… ما يلح عليّ في أن أعطي لمحة تاريخية عن المدينة العتيدة.

كانت الإسماعيلية في بؤرة التاريخ المصري الحديث في مشروع شق قناة السويس وما جرّته القناة من أحداث كان أخطرها الحروب التي شهدت الإسماعيلية جانبا هاما فيها.

كانت البداية في يوم 18 نوفمبر 1869… حيث كان افتتاح القناة بمدينة بورسعيد يوم 17 نوفمبر لتنتقل الاحتفالات بعد ذلك في اليوم التالي إلى الإسماعيلية… في احتفال مسرحي كبير، سمي آنذاك “الباللو”.

لم يمر عقد أو بعض عقد من الزمان إلا لتكون الإسماعيلية هي النقطة التي تتجمع فيها القوات البريطانية لتبدأ غزوها لمصر من الإسماعيلية (نفيشة) بموافقة ومباركة الخديوي توفيق وكان ذلك في شهر أغسطس 1882.

ثم جاء قرار مصر بإلغاء معاهدة 1936 التي كانت القوات البريطانية لمصر تستمد شرعية وجودها منها وبإلغاء هذه المعاهدة في 8 أكتوبر 1951 انتفت عن هذه القوات شرعية وجودها بمنطقة القناة وبالتالي انطلاق حركة المقاومة التي كانت الإسماعيلية والسويس هما المدينتين الرئيستين اللتين جرت فيهما أحداث المقاومة والتي كان من أهمها مواقع العدوان البريطاني الغاشم على ضباط وجنود الشرطة وتدمير محافظة الإسماعيلية واستشهاد وجرح ما لا يقل عن خمسين من ضباط الشرطة وجنودها نتيجة إصرارهم على عدم تسليم مبنى المحافظة والاستبسال في المقاومة، وثمانين جريحا على الأقل وأسر حوالي مائتين.

كانت المقاومة الباسلة لرجال الشرطة يوم 25 يناير 1952 هو الحدث الذي جعل من هذا اليوم عيدا وطنيا هو عيد الشرطة.

لم تمر أربعة أعوام حتى جاء تأميم شركة قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، وهو الحدث الكبير الذي جاء في أعقابه العدوان الثلاثي على مصر (انجلترا، فرنسا، إسرائيل) عام 1956 والذي جاء في بداية عملي ببعثة مصر لدى الأمم المتحدة مما أتاح لي أن أشهد المعركة الدبلوماسية التي دارت في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والتحرك الدولي العارم الذي تمثل في قرارات الأمم المتحدة التاريخية عام 1956(مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة) بما اضطر انجلترا وفرنسا إلى الانسحاب في ديسمبر 56 وانسحاب اسرائيل من سيناء في مارس 57 وإذا كان ذلك قد جرى في الخمسينات فقد جاءت الستينات بعدوان 67 وتعطل الملاحة في قناة السويس لتفتح بعد ذلك بعد حرب أكتوبر المجيدة التي فتحت الطريق إلى علاقات السلام.

وفي العقد التالي أي عقد الثمانينات كنت سفيرا بواشنطن لم أكن أتصور وأنا في خضم هذه الأحداث أنني بعد ثلاثين عاما سأكتب بمناسبة افتتاح واحدة من مكتبات مصر العامة في مدينة الإسماعيلية.

اعتذر للقراء عن هذا الاستطراد التاريخي ونعود إلى افتتاح المكتبة الذي جرى يوم 24 يونيو 2010 بحضور السيدة الفاضلة سوزان مبارك، وأذكر أن هذا الاحتفال جرى على غير العادة في المساء… حيث خصص النهار لانطلاق مهرجان القراءة للجميع بالإسماعيلية. كان هناك أيضا المحافظ المثقف اللواء أ.ح. عبد الجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية والذي كان له دور هام في إنشاء المكتبة.

ومنذ افتتاحها تتمتع مكتبة الإسماعيلية برعاية السادة المحافظين الذين تناوبوا على رئاسة محافظة الإسماعيلية باعتبار أن المحافظ هو رئيس مجلس أمناء المكتبة

تطورت مكتبة مصر العامة بالإسماعيلية عبر الأعوام العشر التي مضت على إنشائها… وأصبح لديها مكتبة متنقلة تذهب إلى مدن المحافظة… كما تقوم مديرتها صاحبة الهمة العالية الأستاذة أمل رجب بدور رائع في إدارتها وتنميتها والتي تهتم ليس فقط بتنمية القراءة والكتابة ولكن أيضا بالجانب الفني الذي ينمي الوجدان… ولديها جماعات في الفن والتمثيل والموسيقى كثيرا ما نلجأ إليها لإحياء ما نقيمه من احتفالات في مكتبات مصر العامة.

تحية للسيد اللواء أ.ح. شريف بشارة، محافظ الإسماعيلية الذي بدعمه تعمل مكتبة مصر العامة بالإسماعيلية على تحقيق حلمنا بإنشاء فرع للمكتبة في الجانب الشرقي “القنطرة شرق” سيكون أول وجود لمكتبة مصر العامة على أرض سيناء الحبيبة…

ومن حسن الحظ أنني أكتب هذه السطور بالتزامن مع صدور قرار السيد المحافظ اللواء أ.ح. شريف بشارة بتخصيص مبنى في القنطرة شرق ليكون أول فرع لمكتبة مصر العامة بالإسماعيلية.

كما أشير أيضا باعتزاز إلى المكتبة المتنقلة التي جهزتها مكتبة مصر العامة بالإسماعيلية لخدمة المواطنين بالذهاب إليهم.

تحياتي وتقديري للسيد المحافظ أ.ح. شريف بشارة والمهندس أحمد عصام نائب المحافظ والأستاذة أمل مدير المكتبة القديرة وكل العاملين بها

وللحديث بقية،،،

السفير عبد الرءوف الريدي

رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة