<
الرئيسية » اهم الأخبار » الريدي متحدثا” موعد مع القدر” حديث المكتبة

الريدي متحدثا” موعد مع القدر” حديث المكتبة

حديث المكتبة ٢

موعد مع القدر

كان هناك موعد مع القدر… توافرت كل العناصر اللازمة لميلاد مكتبة عامة في مصر يكون لها شأن يتجسد الآن في ١٨ مكتبة تمثل بداية لمشروع قومي للتنوير…

كانت هناك شخصية مصرية نافذة لديها رؤية تنويرية متمثلة في السيدة سوزان مبارك.. ولكن أين التمويل وأين الخبرة والقدرة على تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع المصري؟

وكان هناك بالمقابل شخصية ألمانية رينهارد مون رئيس مجلس إدارة مؤسسة برتلسمان الألمانية وصاحب ثاني أكبر دار نشر في العالم الذي قضى حياته العملية في عالم النشر وتبلور لديه شغف بالمكتبات العامة ولكن ما الذي يمكن أن يجمع بين هاتين الشخصيتين المصرية والألمانية… هنا جاء التدبير الألهي… موعد مع القدر.

كان السيد مون يعقد مؤتمرا صحفيا في بلدته التي نشأ بها في ألمانيا وأسمها جوترسلو متحدثا عن المشروعات الثقافية لمؤسسة برتلسمان ويذكر فيما يذكر أنه أقام مكتبة عامة في بلدته، كما أقام مكتبة أخرى في الجزيرة الأسبانية المعروفة مايوركا حيث يوجد له مزرعة وبيت ريفي… فإذا بصحفية مصرية كانت تحضر هذا المؤتمر تفاجأه بسؤال ولماذا لا تقيم مكتبة في مصر؟ وربما تكون قد أضافت أن مصر قدمت أول مكتبة للعالم في الإسكندرية، فإذا برينهارد مون يجيب بشكل تلقائي أنه مستعد أن يفعل ذلك لو تلقى دعوة من مصر ليناقش إمكانية إقامة هذه المكتبة.

تبادر هذه الصحفية المحبة لبلادها بالاتصال بالسفير رؤوف غنيم سفير مصر في ألمانيا آنذاك الذي يبادر بدوره بإبلاغ السيدة سوزان مبارك ويتلقى السيد مون الدعوة ويأخذ طائرته الخاصة ويذهب إلى مصر لمناقشة إمكانية إقامة هذه المكتبة.

في نفس الوقت كان هناك مبنى مطل على كورنيش النيل بالجيزة مملوك للدولة وظل مهجورا لما يقرب من ثلاثين عاما وعندما رآه مون قال أن هذا هو بيت القصيد.

وبدأت العجلة تدور حتى تم العمل على إنشاء مكتبة الجيزة العامة التي أصبحت مكتبة مبارك العامة يوم افتتاحها في ٢١ مارس ١٩٩٥

وللحديث بقية..

السفير عبد الرءوف الريدي

رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة