<
الرئيسية » اهم الأخبار » مكتبة مصر العامة الاقصر

مكتبة مصر العامة الاقصر

حديث مكتبة مصر العامة بقلم السيد السفير عبد الرءوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة بعنوان “مكتبة الأقصر”
حديث المكتبة (18)
مكتبة الأقصر
كانت مكتبة الأقصر هي المكتبة الأولى التي نفتتحها بعد صدور القرار الجمهوري. كان محافظ الأقصر هو المحافظ المثقف الدكتور سمير فرج والذي نهض بالأقصر نهضة كبيرة… وقد ربطتني به صداقة منذ أن نظمنا سويا عام ١٩٩٨ ندوة عن مرور ٢٥ عاما على حرب أكتوبر… كان هو آنذاك رئيس الشئون المعنوية للقوات المسلحة… بينما كنت رئيسا للمجلس المصري للشئون الخارجية… وقد نجحت هذه الندوة نجاحا كبيرا.. ثم دارت الأيام وجاء الدكتور سمير محافظا للأقصر وفي إطار عملية التطوير الكبيرة التي كان يقوم بها للمدينة كان طبيعيا أن تتلاقى إرادتنا في إنشاء مكتبة عامة للأقصر.
الأقصر هي أعظم مدينة في العالم… وما تضمه من آثار لا يكاد العقل يستوعبه… في الضفة الشرقية للنيل يوجد المعبدان العظيمان الكرنك والأقصر وطريق الكباش وغيرها الكثير… أما الضفة الغربية فهناك مقابر الملوك والملكات المبهرة، وقد كانت بعثات الحملة الفرنسية أول من سجل هذه الآثار ثم نشرتها فرنسا في الكتاب الشهير “وصف مصر”.
ولعل أشهر المقابر الآن هي مقبرة الملك توت عنخ آمون التي اكتشفت عام 1922 التي تضم مقتنيات فريدة في جمالها وروعتها، جابت العالم في زيارات كان الناس يحتشدون منذ الصباح المبكر ليتمكنوا من مشاهدتها.
نحن لا نحاول هنا إعطاء دراسة عن آثار الأقصر فهذا قد يحتاج فريقا من المتخصصين الذين لديهم القدرة العلمية ولكننا نعطي هنا بعض الإشارات عن المدينة التي وصفتها بأنها أعظم مدن العالم قاطبة التي احتضنت مكتبة مصر العامة وما تضمه المكتبة من مركز لتسجيل الآثار Culturama الذي سيأتي الحديث عنه بحيث أصبح هناك مؤسسة ثقافية مصرية يمكن للسائح الأجنبي أو للزائر المصري أن يلجأ إليها فيما تضمه من مراجع في قسم “المصريات” وما تقدمه من فعاليات عن الآثار المصرية بعدة لغات أجنبية وإقامة مراكز تعرض بالصوت والصورة بالأبعاد الثلاثية three dimensions التراث المصري وهي من تصميم وإخراج الدكتور المهندس فتحي صالح، واختار اسما عبقريا لهذه المراكز وهو Culturama وكانت مكتبة مصر العامة بالأقصر ومكتبة الإسكندرية هما الجهتين اللتين أقيم بهما اثنان من هذه المراكز… مسرح كبير يضم أكثر من مائتي مقعد وبرامج مصورة… متباينة عن تراث الأقصر الفرعوني العظيم.. وغيره من برامج للمشاهدة مثل برنامج يشبه القبة السماوية في الفلك. وبهذه المكتبة ومراكز التراث بها أصبح رواد المدينة العتيدة يجدون فعالية ثقافية مصرية تقدم لهم بعض ما يطمحون أن يروه بالمدينة العالمية الفريدة.
تم افتتاح المكتبة يوم ١٩/٥/٢٠٠٧ بحضور السيدة سوزان مبارك… وبدأت المكتبة مسيرتها الناجحة.
وكان من حسن حظ مكتبة الأقصر أن جاءها مدير همام هو الدكتور محمد عباس والذي نهض بها نهضة كبيرة، بما أصبح لها من حضور إعلامي كبير للمكتبة وكمركز للتراث، وأعبر عن خالص شكري وتقديري للدكتور محمد عباس.
وفي العام الماضي نظم السفير رضا الطايفي الذي يقود مسيرة مكتبات مصر العامة… فجاء بستة عشر مديرا اجتمعوا في أجواء المدينة العظيمة وشاهدوا النيل في واحدة من أجمل بقاعه… وكان مؤتمرا رائعا… رعاه محافظ المدينة التي أصبحت محافظة… ويومها طلبت منه في كلمتي أن تعمل المحافظة معنا على إنشاء مكتبة في مدينة إسنا ذات التراث العظيم على مشارف صحراء النوبة وقد وعدنا المحافظ المستشار مصطفى ألهم خيرا… وننتظر إشارة البدء… أتطلع جدا إلى إقامة مكتبة في إسنا التي تسبق أسوان في تاريخها.
ولعلنا أمام مناسبة أسجل فيها تقديري لمؤتمرات المديرين السنوية التي ينظمها السفير رضا والتي يتم فيها استعراض ما يجرى في مكتبات مصر العامة المتواجدة الآن في أربعة عشر محافظة وفي تبادل الخبرات في هذا المشروع الثقافي القومي الكبير مشروع مكتبات مصر العامة والذي تبنى شعارا نهدف إليه “مكتبة عامة لكل مائة ألف مواطن”، وأكرر شكري وتقديري لمديرها الهمام الدكتور محمد عباس.
وللحديث بقية
السفير عبد الرءوف الريدي
رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامه